الولادة الطبيعية

تُعرف الولادة الطبيعية بأنها عملية خروج الجنين من رحم الأم عن طريق المهبل, والتي تستمر لفترة تتراوح بين 12 و 18 ساعة, حيث تتم على ثلاث مراحل الطلق أو اتساع عنق الرحم, نزول الطفل, خروج المشيمة.

وتُعد من أكثر المراحل الصعبة التي تمر بها المرأة الحامل, حيث تختلف من سيدة لأخرى, فقد تستغرق لدي بعض النساء عدة ساعات فقط, وتطول لدى حالات أخرى لتصل إلى يومًا كاملًا, كما تختلف الولادة الطبيعية للطفل الأول عن الطفل الثاني.

وتحدث غالبًا بين الأسبوع الـ36 والأسبوع الـ40 من الحمل، وقد تحدث لدي بعض النساء في وقت مبكر بين الأسبوع الـ20 والـ36, ويوجد بعض العلامات التي تدل على اقتراب موعدها, والتي تحدث للعديد من النساء الحوامل.

علامات اقتراب الولادة الطبيعية

  1. الشعور بألم شديد في منطقة أسفل البطن والظهر, والتي تتطور لتصبح بعد ذلك انقباضات وتقلصات مؤلمة.
  2. الشعور بثقل في منطقة البطن وتصلبها وتحجرها.
  3. وجود مغص حاد في منطقة الحوض أشبه بمغص الدورة الشهرية.
  4. زيادة عدد مرات التبول بشكل ملحوظ.
  5. نزول الإفرازات المهبلية بشكل كبير.
  6. نزول قطرات من الدم من المهبل, وقد تكون مختلطة بالإفرازات.
  7. الشعور الطاقة والنشاط والحركة الزائدة.
  8. الإصابة بالإسهال أو الغثيان بشكل متكرر.
  9. اضطرابات الحالة المزاجية, والعصبية الزائدة.
  10.  الشعور بنزول الطفل أسفل منطقة الحوض.

فوائد الولادة الطبيعية

  1. تُساعد في شفاء الأم بشكل سريع والتحرك بسهولة وممارسة حياتها بشكل طبيعي مقارنة بالولادة القيصرية.
  2. تحمي الأم من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث تُقلل من شعورها بالضعف والتعب وتشجعها على التحرك والاهتمام بطفلها.
  3. تُساهم في التخلص من السموم الموجودة في الرحم.
  4. تساعد في تكوين رأس الجنين ومنحها الشكل المناسب. 
  5. تعمل على زيادة الترابط  بين الأم وطفلها.
  6. تُحسن من نمو دماغ الطفل ودعم وظائفه وتطويرها, خاصة عند الوصول لمرحلة البلوغ.
  7. تحمي من الإصابة بالعدوي أو تعرض الجسم للهواء مقارنة بالولادة القيصرية.
  8. تُقلل من فرص إصابة الطفل بأمراض الجهاز التنفسي, وتُمنحه القدرة على التنفس بشكل أفضل.
  9. تُساهم في تعزيز الجهاز المناعي للطفل.
  10. تقي من التعرض للإصابة بجلطات في الساق مقارنة بالولادة القيصرية, التي تتسبب في الجلوس في السرير لفترات طويلة, مما يؤثر على أوردة الساق.

مراحل الولادة الطبيعية

  1. مرحلة انفتاح عنق الرحم

    تٌعد هذه المرحلة من أطول مراحل الولادة الطبيعية, والتي تنقسم إلى 3 مراحل أخرى وهي:

    1. مرحلة الانقباضات

      تشعر الحامل في هذه المرحلة بحدوث انقباضات غير منتظمة في منطقة الرحم ثم تتحول بعد ذلك لانقباضات شديدة وقوية, والتي تستمرلعدة ساعات, الأمر الذي يتسبب في اتساع عنق الرحم بشكل كبير وارتخاؤه وترققه ويتمدد بالتدريج إلى أن يصل إلى 3 أو 4 سم, وذلك للسماح للجنين بالمرور داخل قناة الولادة بكل سهولة.

      وقد تلاحظ  بعض السيدات نزول إفرازات وردية اللون أو قطرات دم خفيفة من المهبل, وتستمر هذه المرحلة لعدد ساعات طويلة قد تتجاوز 18 ساعة, لذلك يٌفضل الاسترخاء طوال هذه المدة حتي تمر بأمان.

    2. المرحلة المبكرة

      تبدأ الانقباضات في هذه المرحلة في الازدياد لتصبح منتظمة بشكل أقوي, حيث تشعر المرأة بالألم الحاد مع زيادة كمية الإفرازات وقد تكون شفافة أو وردية مصحوبة بقطرات من الدم, والتي تُعتبر السدادة المخاطية التي تغلق فتحة الرحم أثناء فترة الحمل.

      وتستمر هذه المرحلة من 4 إلى 6 ساعات، وقد تختلف من امرأة لآخرى, ويجب على الحامل أن تسترخي وتتنفس بهدوء للابتعاد عن التوتر والقلق, ومن الممكن أخذ حمام دافيء, أو ممارسة رياضة المشي لعدة دقائق, أو تغيير أوضاع الجلوس.

    3. المرحلة النشطة

      تُعد هذه المرحلة من أهم المراحل التي تمر بها المرأة في الولادة الطبيعية, حيث يتسع عنق الرحم بشكل كبير ليصل إلى من 6 إلى 10 سم, وتزداد الانقباضات وتصبح أشد ألمًا وأكثر انتظامًا, وتستمر هذه المرحلة من 4 إلى 8 ساعات حسب كل امرأة.

      وقد تشعر الحامل في هذه المرحلة بتمزق كيس ماء الرحم ونزوله بشكل تلقائي, نتيجة الضغط المتزايد على منطقة الظهر, ويجب الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى المستشفي فور حدوث ذلك.

  2. مرحلة ولادة الطفل (نزول الطفل من الرحم)

    يتم في هذه المرحلة دفع الطفل للخارج من خلال الانقباضات التي تحدث للمرأة, حيث يكتمل اتساق عنق الرحم وينزل الجنين أسفل منطقة الحوض ليظهر رأسه بشكل تدريجي إلى أن يخرج باقي جسده بأمان, والتي تستمر لمدة تتراوح بين 30 دقيقة وساعتين, ويقوم الطبيب بقطع الحبل السري للطفل.

    وتعتمد هذه المرحلة بشكل كامل على الدفع الذي تقوم به الأم وهو عملية شاقة جدًا, ومن الممكن أن تجلس المرأة في هذه المرحلة بالعديد من الأوضاع مثل الجلوس العادي أو الاستلقاء على الظهر أو وضع الركوع أو أخذ وضع القرفصاء والذي يُعد من أفضل الأوضاع التي تُساعد على الولادة بسهولة وراحة من خلال تقصير مدة المخاض, ويمكن للحامل أيضًا تجربة أكثر من وضع إلى أن تشعر بالراحة.

  3. نزول المشيمة

    تُعتبر أقصر مرحلة من مراحل الولادة الطبيعية, حيث يتم فيها إخراج المشيمة, والتي تستغرق من 5 إلى 30 دقيقة, وتستمر انقباضات الرحم لمساعدته في العودة إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى, وتشعر الأم بالراحة بعد إنزال المشيمة, وقد يقوم الطبيب بإصلاح أي تمزق في منطقة المهبل من خلال تخييطه.

كيفية حدوث الولادة الطبيعية

تتم عملية الولادة الطبيعية من خلال بعض الطرق وهي:

  1. تركيب جهاز وريدي لسهولة إعطاء الأم المحاليل والمخدر أثناء عملية الولادة.
  2. متابعة حالة الجنين خلال مراحل الولادة التي تمر بها الأم.
  3. الفحص الدوري للأم لملاحظة اتساع عنق الرحم بشكل مستمر.
  4.  من الممكن إعطاء الأم طلق صناعي لتسهيل وتسريع عملية الولادة, خاصة عند تأخرها.
  5. إعطاء الأم المخدر النصفي أو الكلي لتخفيف آلام الولادة الطبيعية.
  6. من الممكن عمل شق جراحي في المهبل إذا لزم الأمر, ولتسهيل خروج رأس الطفل بأمان.
  7. يقوم الطبيب بتخييط الجرح بعد انتهاء عملية الولادة باستعمال مخدر موضعي في المنطقة المراد خياطتها.

الولادة الطبيعية الأولى

تتشابه أعراض الولادة الطبيعية الأولى والولادات التي تليها، في الأعراض التي تظهر على الحامل منذ الشهر التاسع, وقد تختلف في بعض الأحيان من امرأة لأخرى وحسب الوضع الذي تمر به الأم أثناء فترة حملها.

وتختلف المدة الكاملة التي تستغرقها الولادة الطبيعية الأولى من امرأة لأخرى, حيث تتراوح بين 10 إلى 18 ساعة, إلى أن يتم ولادة الطفل بشكل طبيعي.  وتستغرق المرحلة الأولى فيها من 8 إلى 12 ساعة, حيث يبدأ المخاض وتشعر الحامل بالتقلصات والانقباضات الغير منتظمة إلى أن يتسع عنق الرحم بشكل يسمح بخروج رأس الجنين.

وتبلغ مدة المرحلة الثانية حوالى 40 دقيقة للولادة الأولى وقد تصل إلى ساعة، حيث تشعر الأم بآلام شديدة أسفل منطقة الحوض, وتدفع الجنين بقوة إلى الخارج, ويتسع عنق الرحم لـ10 سم، وتتم ولادة الطفل. وتصل المرحلة الثالثة في الولادة الطبيعية الأولى لمدة 30 دقيقة, حيث يتم خروج المشيمة بشكل كامل.

شروط الولادة الطبيعية

  1. اتساع عنق الرحم بشكل طبيعي حتي يصل إلى 10 سم, فإذا لم يحدث ذلك فيفضل الولادة القيصرية.
  2. عدم وجود أي مشاكل صحية في الرحم مثل ضيق الرحم, أو سرطان الرحم, أو وجود أورام في الرحم.
  3. عدم معاناة الحامل من أمراض صحية تمنع الولادة الطبيعية مثل أمراض القلب أو ضغط الدم أو الإصابة بتسمم الحمل.
  4. يشترط أن يكون وزن الجنين بين 2.5 و3.5 كيلوجرام، وفي حال زاد عن ذلك فيفضل الولادة القيصرية.
  5. يشترط أن يكون وضع الجنين مناسب للولادة الطبيعية, بمعني أن يكون رأسه أسفل منطقة الحوض.
  6. عدم إجراء الحامل لأي عمليات جراحية سابقة في الرحم.
من فضلك قيمي المقالة (بدون تسجيل)

دكتورة / رغد الرواشدة

رغد الرواشدة حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم الأحياء الدقيقة، تخرجت من كلية العلوم عام 2012 في الاردن. بعد التخرج، اتجهت إلى مجال كتابة المحتوى على الإنترنت، حيث بدأت أعمل ككاتبة محتوى في عام 2015. كنت مهتمة بالعلوم الحيوية وخاصة الأحياء الدقيقة منذ طفولتي، وكانت هذه الاهتمامات هي ما دفعني ... اعرف اكثر عني